رواية حان الوصال الجزءالثاني الفصل الثامن والعشرون
رواية حان الوصال الجزء الثاني

الفصل الثامن والعشرون الجزء الاول
تتبع الأمل وتدفعك غمغامة العشق على مواصلة الصبر.
حتى وانت ترى بأم عينيك نهاية الطريق الذي تسير فيه تكذب عينيك.
تغلق أذنيك عن سماع النصائح.
تعطي أعذار وتكتم على غصتك.
فتعيش على الوهم
لكن مهما طال تحملك ثق ان لحظات الانفجار سوف تأتي لا محالة
فهي ابدا لا تكون من فراغ .
قامت صباحا تؤدي روتينها اليومي في اعداد الإفطار ثم ايقاظ اشقائها لتتناول معهم احب الوجبات في هذا الهدوء من الصباح قبل الذهاب الى عملها والذي كانت تتجهز له في هذا الوقت .
تلف حجابها بالطريقة العصرية والذي بدأت تتكيف عليها لتتناسب مع الملابس التي اصبحت مع التركيز هذه الأيام تجيد اختيارها لتليق مع منصبها كامرأة عاملة على مكتبها في وظيفة يتمناها عدد لا بأس به من الشباب
انتهت من اللمسات الاخيرة لتهم بالذهاب وقبل ان تتناول حقيبتها دوى هاتفها بتلك الرسالة اليومية منه لتبتسم وهي تقرأ بتأني الكلمات.
صباح الجمال على الملكة المتوجة على عرش قلبي ...... مستنيكي في عيشنا الجميل النهاردة متتأخريش
وضعت يدها على موضع قلبها تسمع لصوت الخفقات التي تضرب داخل صدرها بقوة بقدر ما تسعدها كلماته بقدر ما يتعبها السؤال إلى متى
لتسحب شهيقا ناظرة إلى السماء متمتمة بتضرع إلى الخالق
يارب .
بعد قليل خرجت إلى أشقائها لتأخذ مجلسها وسطهم تتناول لقيمات صغيرة وسريعة فتشاركهم المزاح
براحة الدنيا مطارتش يا بيبة الأكل لازم ياخد وضعه
علقت بها عائشة تشاكسها فتستجيب لها ضاحكة لتقول
خلاص كبرتي يا شبر ونص وهتشوفي نفسك علينا.
سبيها يا بيبة تعيش الدور دا انتي لو تشوفي عمايلها
كمان في الكافيه دي بتعاملنا كأننا شغالين عندها .
قالتها جنات وعلق ايهاب هو الاخر
ايوة بقى متفكرنيش انا لولا بقول لاصحابي انها اختي الصغيرة لكانوا قفشوا هما كمان وسابوا الشغل من تحكماتها عليهم مش فاهم انا بتجيب الجبروت دا منين والمصحف ما هي واصلة لحد صدري حتى .
ضحك الثلاثة لينالوا الرد من عائشة
يا حبيبي انا طولي مناسب لسني انت اللي سارح لفوق
قالتها لتعلو الضحكات مرة اخرى حتى نهضت بهجة تقبل وجنة شقيقتها بعجالة قائلة
ولا تزعلي يا قلب اختك انتي تؤمري وتتأمري وهما اللي شغالين عندك وجزاء للواد ابو طويلة ده هو اللي هيلم الباقي من الاكل دلوقتي والبنت الناعمة اللي جمبه هتغسل المواعين.
صاحت جنة معترضة
طب وانا ايه ذنبي يا عم هو شايف نفسه بطوله انا نعومتي بقى ضرتكم في ايه
قالتها بدلع جعلت عائشة ترفع طرف شفتها بغيظ زاد من تسلية اشقائها لترد بهجة
اهو كدة بقى عشان تخشني شوية بدل المياصة اللي انتي فيها دي يا ناعمة بنات اخر زمن .
تحركت بعد ذلك ترفع حقيبتها لتغادر ولكن اوقفها إيهاب يخبرها
صحيح يا بيبة نسيت اقولك الواد عصام صاحبي بلغني امبارح ان بنت عمك سامية اتخطبت للواد طلال ابن صاحب ابوها.
مين طلال.....
تمتمت بها لتتذكر سريعا فهتفت بأعين متوسعة
اللي كان مسمي نفسه شيكاغو المنطقة.
ضحك يؤكد لها
هو بعينه والله سبحان الله كانت اكتر واحدة تتريق.
أما هو فقد خرج إلى والدته التي استيقظت باكرا لتسقي بيدها الورود في الحديقة تذكره بعادتها قديما والدته الجميلة والبهية ليتها تعود لطبيعتها معه ايضا
هتفضل تبصلي كدة كتير
توجهت له بالسؤال تظهر له انتباهها لنظراته المصوبة نحوها منذ البداية ليأتي رده بابتسامة رائقة
معلش بقى سحرني مشهد الهانم وهي بتسقي الزرع بإيديها حاجة كدة يسجلها فنان متمكن في لوحة تشبه جمالك صباح الجمال يا نجوان هانم .
تبسمت ساخرة رغم إعجابها بإطراءه
وبقيت تعرف تقول كلام حلو كمان يا بن حكيم على العموم مرسي .
ذكرها لاسم والده كانت له إشارة ليست جيدة على الإطلاق ليزوم بفمه قائلا
اممم على العموم يا نجوان هانم انا عبرت باحساسي ساعة ما شوفتك الجمال بيجبر العيون تبصله وتعجب بيه.
فغرت فاهها بابتسامة غير مفهومة لتقول
عندك حق الجمال دا شيء رائع انا نفسي حسيت بإحساسك ده لما قومت وطليت على ازهاري كنت مشتاقة اوي أراعيهم واهتم بيهم لأنهم يستاهلو الوردة بتحب اللي يراعيها وتفرح باللي يفرح بيها فتزيد جمال على جمالها
قطب مستغربا لتعبيرها الاخير حتى هم ان يسأل عن مقصدها ولكنها تجاهلت لتذهب بخرطوم المياه نحو جهة اخرى من حوض الزهور.. ليضطر في الاخير ان يذهب يمط شفتاه بعدم فهم.
وصلت إلى مقر عملها لتقع عينيها على أبن عمها سامر واقفا في إحدى الزوايا وكأنه في انتظارها
ليتوفق برؤيتها ولأول مرة منذ انتقالها إلى منزل اخر وتتقابل عينيها بخاصتيه لقد علمت من صباح بمجيئه إلى هنا عدة مرات للسؤال عنها ولكنه كان يرجع خالي الوفاض دون الحصول على معلومة مفيدة اختفى بعد ذلك حتى ظنته نسي ان لها ابناء عم من الاساس ولكنه ها قد عاد
وعلى عكس ما توقع بهروبها من امامه فاجئته هذا اليوم لتقترب بخطواتها نحوه تبادره بحديثها
ايه الحكاية يا بن عمي لتكون مستني ولا جاي تسأل على حل.
تبسم بعدم تصديق انها هي من جاءت لترحب به وامتدت كفه يتلقى مصافحتها بلهفة ويجاري مزاحها
والله انتي ادرى باللي جيت كذة مرة اسأل عليها وانتظرت كمان بالساعات وبرضو مقدرتش اشوفها وكأنها بتختفي زي الزيبق من قدامه
تبسمت بحرج تتقبل عتابه
معلش بقى هي جات كدة بس اكيد يعني لو شوفتك في وشي زي النهاردة مكنتش هتهرب منك ولا من الكلام معاك انت برضو في الآخر أبن عمي وانا ما شوفتش حاجة وحشة منك.
تنهد بارتياح وقد اسعده كلماتها ليعبر عما يكتنفه من الداخل
متعرفيش يا بهجة كلامك ده بيأثر فيا ازاي انا عارف انك شايلة يا بنت عمي وليكي حق ولذلك انا مرديتش أضيق عليكي ولا ازعجك حتى لما عرفت بعنوان بيتكم والكافيه فضلت ان اطمن من بعيد لبعيد لحد ما القلوب تصفى مع ان كان نفسي أحضر افتتاح الكافية واتعزم زي شادي ورحمة عيال عمتي.
رمقته بدهشة
يا نهار ابيض يعني انت كنت حاضر يوم الافتتاح طب ليه مجتش يا سامر طب والله كنا هنرحب بيك
لاحت بزاوية ثغره ابتسامة باهتة يخبرها
انا عارفك هترحبي بيا بس كنت هبقى زي الضيف يا بهجة وارجع اقولك برضو ان مش عاتب عليكي لا انتي ولا اخوتك
كان يتحدث بسجية معاتبا وهي تقبلت عتابه ترضيه بكلمات رقيقة ومحسوبة في حديث سريع دار بينهم قبل ان تدخل لنوبة
وظلت محلها حتى انصرف الاثنان كل إلى وجهته بهجة إلى مقر عملها في المصنع اما هو فقد اتخذ طريقه في الجهة المعاكسة للمغادرة
قادت سيارتها تتبعه حتى انعطف في طريق اخر مختصر قليلا قبل ان يصل إلى العمومي فواصلت حتى اقتربت منه تبطء من سرعتها ونادت من نافذة السيارة.
انت يااا يا اسمك ايه يا حضرت ياااا.
انتبه اخيرا ليلتف نحوها ويشير بسبابته نحو صدره
انتي بتكلميني انا
اه بكلمك ممكن خدمة لو سمحت
اضطر للتوقف لينتظرها حتى توقفت بمكان جيد إلى حد ما للوقوف بالسيارة ثم ترجلت منها تقابله في وقفته متحدثة بلطف ورقة تتصنعها
اسفة لو خضيتك بس انا بصراحة لما شوفتك واقف مع بهجة زميلتي في المصنع شدني الفضول عشان أسألك هو انت تبقالها ايه بالظبط
قطب مستغربا السؤال
انا ابقالها أبن عمها بس انتي ليه يشدك الفضول يعني عشان تعرفي بصفتها ايه عندي
تحفزت كل خلاياها لتواصل بمزيد من التأكيد
يعني انت أبن عمها اللي كان كاتب كتابه عليها او طليقتلك بمعنى أصح.
لا يعلم ما الذي طرأ برأسه وقتها ربما الارتياب ربما التوجس ولكنه وجد نفسه ينطقها وبدون تفكير
اه انا في حاجة بقى
انتعش داخلها حتى كادت ان يظهر على ملامحها وقد تيقنت انها أصابت هدفعا بعد اعترافه بما كانت تتمنى لتتمالك فرحتها مذكرة نفسها بالطرف الاخر والذي تضعه احتياط لوقت استعماله في خطتها وها قد أتى وقته فترتدي ثوب المسكنة في الرد عليه
انت ليه حضرتك متعصب عليا انا بسألك لغرض جوايا اصل بهجة دي بتصعب عليا اوي ونفسي بجد الاقي اللي يساعدها في محنتها بس انت شكلك معندكش وقت او يمكن هي عايزة تخبي عليك انا آسفة......
استني هنا
صدرت صيحته فور ان استدارت عنه ليلتف مقابلا لها وقد أشعلت رأسه بقولها
انا عايز اعرف بالظبط
اعتلى الأسى ملامحها وقد